Religion et politique :Quelle relation ?


في البدء كانت الكلمة و تعليم الأسماء و الأمر بالسجود و العصيان و أنا خير منه كلامي من نار و كلامك من طين و النار تحرق الطين . فمن الأفضل المحرق أم المحروق ؟ نترك الجواب لإبليس . فكان الهبوط من الأعلى إلى الأسفل , فأرسل الله الأنبياء و الرسل ليعيدونا إلى أصلنا الأعلى . و أصبح التاريخ صراع بين الأعلى و الأسفل بين التقوى و الفجور . فاقتتل الأخوين قابيل و هابيل و قتل الأول الثاني فكانت أول جريمة في التاريخ يشهدها طائر اسمه الغراب . فتتابع الأنبياء و الرسل يدعون دعوة واحدة أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت . فان لم يفلحوا في الدعوة انتقلوا إلى المرحلة الثانية إني بريء مما تعبدون و اعتزلكم و ما تدعون من دون الله . فتبرأ نوح من ابنه و إبراهيم من أبيه و الرسول الخاتم من عمه .

الأنبياء لم يكونوا في حاجة إلى الدنيا و متاعها لمزاحمة أكابر القوم في ملكهم أو الحلول محلهم . فلو امن فرعون لبحث موسى عن فرعون آخر لدعوته إلى ديانة التوحيد . لكن فرعون تأله و تقدس و اضطهد بني إسرائيل . و بذلك كان تاريخ الدعوة إلى الله هو تاريخ اضطهاد الإيمان و المؤمنين . فلم يسبق للمؤمنين أن أسسوا دولة لان الله ليس في حاجة إلى دولة تكره الناس على عبادته, ليس في حاجة إلى محاكم تفتيش ينافقها الناس و يدعون أمامها الإيمان اتقاء شر الاضطهاد . فالإيمان عندما يضطهد ينقلب إلى إكراه و لا إكراه في الدين .

الأنبياء عمروا طويلا و في الأخير و ما امن معهم إلا قليل , لان الله ليس في حاجة إلى إيمان الأكثرية ما دام غني عن العالمين . فكيف أكره على الإيمان من الله غني عن إيمانه . ليس لك من الأمر شيء شعار الإيمان و كلام الهي موجه للنبي على انه ليست له أية سلطة على قلوب العباد وبالتالي من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر . هل الدين في حاجة إلى حزب سياسي و جماعة على منهاج النبوة و سلفيات قوس قزح؟ هل الله في حاجة إلى السياسيين لدعوة الناس لعبادته ؟ من هو الوارث لميراث النبوة العلماء أم الساسة ؟ مات النبي صلى الله عليه و سلم و اختلف الأنصار و المهاجرون حول من يخلفه . هل الصراع كان حول ميراث النبوة أم حول إدارة ذلك الميراث و هل يحتاج الوحي إلى من يديره ؟ هل كان الصراع حول الدين أم حول السياسة ؟ حول الدنيا أم الآخرة ؟

قتلت السياسة أبو بكر و عمر و عثمان و علي و اقتتل المسلمون حول الدنيا باسم الدين و خدمة النبوة في معركة صفين. فالكل يدعي انه أحق بالملك أحق بالقرب من النبي . لقد كانت حكمة الله بالغة حين مات الأبناء الذكور للنبي قيد حياته حتى لا تصبح النبوة إرثا لأبنائه . لكنها أصبحت كذلك و اقتتل المسلمون حول الإرث و تحولت النبوة إلى قبيلة و إلى عصبية. فتم تكفير الخصوم و تبديعهم و كانت المأساة بموت الحسن و الحسين الذين قتلتهم السياسة التي لبست عباءة الدين . فاستبد بنو أمية و اضطهدوا من خالفهم في السياسة باسم الدين . فالحرب مقدسة ضد الخصوم حتى و لو كانوا مبشرين بالجنة . فأصبح ميراث النبوة يباع في سوق السياسة و يخدم المصالح . لقد أصبح الدين خادما في وقت كان يجب فيه أن يكون سيد نفسه و أصبح العلماء في خدمة الساسة و السياسة بدل أن تضمن السياسة للعلماء استقلاليتهم عنها لشرح الوحي و تعليمه للناس بعيدا عن أية عصبية سياسية و استثمار سياسي للمقدس .

باسم السياسة التي تشرعن نفسها بالدين اضطهد الإمام مالك و أبو حنيفة و الشافعي و ابن حنبل و ابن تيمية و صلب الحلاج و أحرقت كتب ابن رشد و اللائحة طويلة . باسمها أيضا اضطهد المعتزلة من خالفهم في نظرية خلق القران . ما ذا تريد السياسة من الدين إلا أن يكون خديهما و مشرعن تصرفاتها . في أي مصلحة تصحيح للإمضاء أعطى الله وكالة للبشر ليحكم باسمه و يقتل باسمه و يسجن باسمه و يضطهد باسمه . مادا تريد السياسة من الدين غير أن تصبح هي الدين و يتحول الساسة إلى أنبياء و رسل في زمن انتهاء الوحي و انقطاعه ؟ لقد حولنا الدين إلى مشروع سياسي , إلى حزب سياسي و كل حزب بما لديهم فرحون . حولنا الدين إلى دعاية انتخابية و مقاعد في البرلمان و حولنا المؤمنين إلى أصوات انتخابية و خزان سياسي فتم اغتيال المهاجرين على حساب الأنصار . حولنا الدين إلى معارك سياسية مدنسة في زمن النقائض السياسية فهذا فرزدق هذا الحزب و هذا جرير ذاك .حولنا الدين إلى سياسة فكانت النتيجة خراب الأرواح و إلى بورصة سياسية تصعد فيها الأسهم و تنزل .

السياسة تحاصر الكلمة الطيبة ومكارم الأخلاق باعتبارها مشروع كل الأنبياء ,أليس الرسول صلى الله عليه و سلم من قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . الم يأتي ليضع اللبنة الأخيرة في المشروع الأخلاقي للأنبياء ؟ الكلمة الطيبة ترفعنا إلى الأعلى و السياسة ترفعنا إلى الأسفل . السياسة كالنار تحرق الطين و تمارس الغواية و تزين المعصية لذلك نهبط كل يوم إلى الأسفل نخرج كل يوم من الجنة لأننا نطمع في الخلود السياسي و نأكل كل يوم من الشجرة المحرمة حتى بدت لنا سوءاتنا .

الأنبياء لم يكونوا ينافسون أكابر أقوامهم على الرياسة أو المشروعية السياسية أو النفوذ الدنيوي بل كانت المنافسة روحية وأخلاقية وسلوكية و تعبدية لا تبتغي إلا الدار الآخرة لذلك زهد الأنبياء في السلطة و النفوذ و المال و الجاه . فالمبدأ هو لا نريد منكم جزاء و لا شكورا . كان الميزان هو و الله لو وضعوا الشمس عن يميني و القمر عن يساري ما تركت هذا الأمر حتى اهلك دونه . الم يكن هذا هو جواب إغراء قريش للنبي بالملك و الجاه و المناصب مقابل تخليه عن كلمة التوحيد . فما بالنا لا نعتبر الرسول أسوة حسنة إلا في كيفية الاغتسال من الجنابة و لا نعتبره كذلك في موقفه الزاهد من الدنيا و امتيازاتها و مناصبها و كل الطرق التي تؤدي إليها ؟ ما بالنا نزاحم باسم الدين أهل الدنيا على دنياهم و امتيازاتهم ؟ ما بالنا نركب صهوة الدين لننافس أكابر البلد على الرياسة .؟

هل كان موسى يطمع في ثروة قارون ووزارة هامان و ملك فرعون ؟ هل يمكن لمرسوم صادر عن المجلس الحكومي أن يصلح أخلاقنا و يهذب سلوكنا و يمنعنا من المعصية ؟ هل يمكن لقانون صادر من البرلمان أن يصلح ما أفسده الدهر في علاقتنا مع الله و أن يحاصر الفجور السياسي؟ هل يمكن للمجالس المنتخبة أن تساعدنا على التوبة و الابتعاد عن الفحشاء و المنكر ؟ الدعوة إلى الله لا تحتاج إلى حزب سياسي لان الحزب لا يقوم على و جادلهم بالتي هي أحسن و الموعظة الحسنة و الكلمة الطيبة و التمس لأخيك سبعين عذرا و لا تسئ الظن . الحزب قائم على الغواية السياسة و الاستقطاب و الاصطفاف السياسي و الاستدراج الإيديولوجي و إن لم تكن معي فأنت ضدي و الأنا العقائدية و الزبونية السياسية و انصر أخاك و لو كان ظالما . الحزب قائم ليس على الإخوة في الدين أو الوطن بل على الإخوة السياسية التي تصل الرحم السياسي . فتتحول القرابة من الدم إلى السياسة و يتحول الزواج إلى عقد نكاح سياسي لان الزوجة ذات جمال سياسي و حسب حزبي و نفوذ اقتصادي فلا يبقى لاظفر بذات الدين أي معنى .

لا نريد حزبا مرابطيا يحرق فيه الفقهاء كتب ابن رشد و يصدرون فتوى بتهافت كلام الفلاسفة. لا نريد فقيها متحزبا قد تمنحه عفاريت صناديق الاقتراع منصب وزير للداخلية ليؤسس محاكم تفتيش عقائدية . لا نريد فقيها قد يسعفه القدر ليصبح جاسوسا على قلوبنا و صلواتنا . لا نريد فقيها وزيرا للثقافة لأنه سيمنع أشعار نزار قباني و روايات محمد شكري و يعتقل أقلام المبدعين . الم يمنع الأزهر روايات و طلق نصر حامد أبو زيد من زوجته و سكت عن اغتصاب المسجد الأقصى ؟ كذلك لا نريد وزيرا للأوقاف يكمم أفواه كل الذين ساندوا حركة 20 فبراير من داخل المساجد التي يجب ألا تخضع في التعديل الدستوري القادم لسلطة وزير الأوقاف . لان المطالبة باستقلال القضاء يجب ألا تنسينا المطالبة باستقلال العلماء عن سلطة وزير الأوقاف ليتسنى للمساجد أن تلعب دورها في مسلسل الإصلاح .

إن الدين الذي تحول إلى حزب أو جماعة أو جماعات سلفية نائمة و مستيقظة هو الذي يزود بعض الآليات الأمنية بالوقود السياسي و قطع الغيار.أليس ذلك من أسباب الاعطاب التي أصابت الانتقال الديمقراطي حتى أصبحنا , قبل الخطاب الملكي لتاسع مارس , رهائن الاختيار الصعب بين الأمن أو الديمقراطية ؟ هل يمكن للديمقراطية أن تنجح دون امن سياسي للمؤسسات ؟ و دون اعتراف بها ؟ أليس الدين يرفضون المؤسسات يساهمون من حيث لا يشعرون في تأجيل الديمقراطية ؟

حزب ديني في جلباب سياسي يعترف بالمؤسسات و يجتهد في تجميل وجهه السياسي و الابتعاد عن الشبهات السياسية لكنه جيش احتياطي ضد بعض القيم الحداثية و الديمقراطية .جماعة تسعى لإقامة خلافة على منهاج النبوة و كان الخلافة مؤسسة دينية و ليست دنيوية ما انزل الله بها من سلطان ترفض المؤسسات و تريد أن تعيدنا إلى سقيفة بني ساعدة لاجترار الخلاف الذي كان بين المهاجرين و الأنصار حول من يخلف النبي .و سلفيات جهادية و غير جهادية ترفض الدولة و المجتمع و تجعل الخروج عليهما جهادا في سبيل الله , وزارة للأوقاف تمنع حرية التعبير داخل المساجد و تحاصر الأصوات الداعية إلى محاربة الفساد . في ظل هاته المآزق السياسية ما هي ضمانات عدم تحول الديمقراطية إلى أداة للانقلاب عليها عبر أسلوب التقية السياسية ؟

و في المقابل هناك حزب سياسي ديني قيد التشكل يحارب حركة 20 فبراير بلغة لا تختلف عن لغة السلفيين يظهر مناضلي الحركة على أنهم ملحدون و يمارس حربه السياسية ضد هاته الحركة بتعابير تنتمي إلى حقل التكفير الديني و السياسي.

Par ABderrahman Faridi..

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

L'école coranique

Un nouveau rond-point d'interrogation ...

Compte rendu de la réunion du forum marocain pour la vérité et la justice(section de Goulmima).